تشارك “روساتوم” في معرض Africa Health ExCon القادم يوم 5 يونيه فى المقرر انعقاده فى مصر ، لتقديم منتجاتها في مجال الطب النووي.و حول ما يقدمه المعرض و أهميته للطب النووى فى مصر و الخطط المستقبلية ، كان ل ” العالم اليوم ” هذ الحوار مع “إيغور أوبروبوف” المدير العام لشركة “روساتوم هيلث كير”.

– ما هي أهداف مشاركتكم في المعرض والمؤتمر الطبي الأفريقي Africa Health ExCon؟

تمثل السوق الإفريقية الآن ومصر بصفتها الدولة الرائدة اقتصاديا بين بلدان القارة السمراء، وجهة هامة استراتيجيًا بالنسبة لنا لتطوير التعاون. وشركة “روساتوم هيلث كير” (روساتوم للرعاية الصحية، Rusatom Healthcare) هي قسم من أقسام مجموعة “روساتوم” الروسية العملاقة المملوكة للدولة، وتوحد كامل خبراتها المكتسبة في مجال الرعاية الصحية. ونعتقد بوجود إمكانات كبيرة في تطوير علاقات فعالة وذات منفعة متبادلة مع جمهورية مصر العربية فيما يتعلق بتعزيز فرص وصول المواطن المصري لخدمات الرعاية الطبية عالية التقنية.

222.png

أما الغرض من مشاركتنا في المعرض والمؤتمر الطبي الإفريقي فتكمن قبل كل شيء في عرض الحلول الصحية المتكاملة التي طورناها للدوائر الطبية ومجتمع الأعمال بالإضافة إلى التعرف على الشركاء المحتملين والاستمرار في الاتصال بالشركاء الحاليين.

– ما الذي يمكن أن تقدمه “روساتوم” للشركاء المصريين في مجال الطب النووي؟

عند الحديث عما تطرحه “روساتوم” من إمكانات على شركائها المصريين فلا بد من الإشارة إلى تنوعها، خاصة نظرا إلى أن “روساتوم” تأتي حاليا بين أكبر خمسة موردين لمنتجات النظائر المشعة على مستوى العالم، بالإضافة إلى ذلك تنتج الشركة الأدوية الإشعاعية وبينها المستحضرات الدوائية المحتوية على اليود والسماريوم والسترونشيوم ومولدات التكنيشيوم وإلخ.

مع ذلك لا نخطط للاكتفاء بالمستوى الحالي من الإنتاج بل إننا مصممون على توسيع نطاق أنشطتنا في هذا المجال لا سيما بالتعاون مع الشركاء في مصر ،،وفي روسيا نبني الآن مصنعا لإنتاج المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية من شأنه أن يصبح واحدًا من أكبر المصانع من نوعه عالميا والأكثر تنوعا من حيث قائمة الأدوية المنتجة ، وستطبق في المصنع المعايير التصنيعية الصالحة GMP المعترف بها في جميع أنحاء العالم ، وتوريدات الأدوية الإشعاعية لتلبية احتياجات الأطباء والمرضى المصريين و كلها مدرجة في خططنا وكذلك التطوير المشترك للأدوية الجديدة.
من ناحية أخرى، تمتلك “روساتوم” خبرات واسعة في تطوير وإنتاج معدات الطب النووي كأجهزة تسريع الجسيمات (السيكلوترون) وأجهزة العلاج الإشعاعي والمعالجة الإشعاعية الداخلية (brachytherapy).

و تعمل الشركة حاليا على تطوير أجهزة للتصوير بالرنين المغناطيسي ، و فيما يتعلق بموضوع معدات الطب الإشعاعي، فإننا مستعدون لتوريد أجهزة جاهزة للاسخدام إلى مصر وأيضا لتنفيذ عمل مشترك لتطوير نماذج جديدة من المعدات ستسهم في تسهيل إمكانية تلقي المواطن المصري للعلاج الفعال ذي الجودة العالية.

كما تحتاج معدات الطب النووي والمستحضرات الصيدلانية الإشعاعية إلى ظروف تشغيلية خاصة، وتتوفر لدى “روساتوم” خبرات كبيرة في هذا المجال حيث تنشئ الشركة مراكز للطب النووي تقدم الخدمات مباشرة للمرضى المحتاجين للعلاج. و نعتقد أن إنشاء مرافق للبنية التحتية الطبية لخدمة مواطني جمهورية مصر العربية فرصة أخرى للتعاون. كما أرى اهتمامًا كبيرًا من الشركاء بخبراتنا وآمل أن يكون التعاون بين “روساتوم” والشركات المصرية فعالًا واستراتيجيًا ومفيدًا للطرفين، والأهم من ذلك أنه سيساعد على تحسين إمكانية وصول سكان مصر إلى التقنيات الطبية المتقدمة.

– هل هناك خطط لإنشاء مراكز للطب النووي بالتعاون مع مصر؟

تشير الدراسات إلى وجود حاجة حاليا كي يقدم مركز واحد الخدمات الشاملة والمتكاملة للعلاج والتشخيص اعتمادا على التقنيات الطبية النووية والإشعاعية لعشرة ملايين شخص في المتوسط ، لكن في الواقع، عدد مراكز الطب النووي محدود والكثير من الدول بحاجة إلى مثل هذه المراكز، لذا، نرغب في مواصلة التطور في هذا الاتجاه وبناء علاقات تعاون كشريك موثوق مع جميع الدول الصديقة المحتاجة إلى تقنيات الطب النووي، ومن بينها بالطبع جمهورية مصر العربية.

و تتمثل مهمتنا بتوفير إمكانية علاج ذي جودة عالية لأكبر عدد ممكن من الناس حول العالم، وانطلاقا من هذا المبدأ يمكننا تأكيد أن خططا كهذه موجودة لدينا بالفعل.

نود أن نجد شريكًا موثوقًا في بلدكم لترجمة هذه الخطط على أرض الواقع بشكل سريع وفعال.
و حول التشخيص والعلاج بالأشعة والعلاج بالنويدات المشعة ، أرى أنها خدمات طبية يحتاج إليها قرابة 50% من مرضى السرطان، فيما يبلغ عدد الحالات الجديدة المشخصة سنويا حول العالم نحو 20 مليون حالة ، ومن المعروف أن هناك أساليب تقليدية لعلاج السرطان كالجراحة والعلاج الكيميائي، والآن توجد أدوية موجهة لا علاقة لها بالمستحضرات الصيدلانية الإشعاعية، ولكن في بعض الحالات يكون العلاج باستخدام تقنياتنا هو الذي يمكن أن ينقذ المرضى ويطيل عمر الأشخاص في المرحلتين الثالثة أو الرابعة من مراحل الإصابة بالسرطان ، فضلا عن ذلك، إذا كنا نتحدث عن مراكز الطب النووي التي تتوفر لديها إمكانية التشخيص، فيمكننا الكشف عن عدد أكبر بكثير من حالات الإصابة بالسرطان في المرحلة المبكرة من المرض، ما يتيح بالتالي ليس ممارسة العلاج الوقائي وليس إنقاذ أشخاص تعرضوا للمرض منذ فترة فحسب.

– هل هناك خطط لتبادل الخبرات بين روسيا ومصر؟

بالطبع، نعتبر تبادل الخبرات والتدريب المشترك للمتخصصين اتجاها استراتيجيا مهما جدًا لتعاوننا ، و في الوقت الراهن يشهد الاستخدام السلمي للتقنيات النووية تطورا نشطا حيث تجلب “الذرة السلمية” فوائد أكثر فأكثر للناس في مختلف بلدان العالم ، لكن عندما يكون التطور سريعًا تبرز مشكلة نقص الكوادر بمن فيهم أخصائيو الأشعة وخبراء الفيزياء الطبية والإداريون، وحل المشكلة في بناء الموارد البشرية القوية اعتمادا على تبادل الخبرات، لذا تشمل خططنا عقد ندوات ومؤتمرات تدريبية مشتركة وتوفير الفرص للمتخصصين من مصر للالتحاق ببرنامج الماجستير الذي نظمته “روساتوم” بالتعاون مع جامعة موسكو الحكومية ، كما نعتزم تنظيم تدورات تدريبية في المصانع والمراكز الطبية التي سنورد إليها معداتنا ، إن خططنا على هذا الصعيد طموحة جدا.

– ما مدى سلامة تقنيات الطب النووي على صحة الإنسان؟

تعد تقنيات الطب النووي من أكثر التقنيات أمانًا في العلاج والتشخيص وهي حقيقة أكدتها دراسات دولية عديدة، وذلك لأن العلاج باستخدام تقنيات الطب النووي موجه إلى المنطقة المصابة حصرا ولا يضر بالأنسجة السليمة للجسم خلافا عن طرق العلاج الأخرى ، حيث يكون الأمر مستحيلا عمليا.

بخصوص التشخيص، تجدر الإشارة هنا إلى أن جرعات الإشعاع المستخدمة ضئيلة جدا وبالتالي لا تسبب الإجراءات العلاجية أي عواقب سلبية.

و يعود سبب التطور المتسارع لتقنيات الطب النووي إلى كونها تجمع بين السلامة والكفاءة العالية.
Source: العالم اليوم