قامت شركة روساتوم الحكومية، في إطار برنامج مهرجان الشباب العالمي، باختيار 15 مشاركًا سينضمون إلى البعثة العلمية والتعليمية المتجهة إلى القطب الشمالي. بدأت عملية الاختيار على عدة مراحل بتاريخ 28 من شهر شباط\فبراير، الذي يصادف يوم القطب الشمالي. وبالفعل فقد تم تلقي ما مجموعه أكثر من ألفي طلب من الشباب من مختلف أنحاء العالم. حيث قدم المرشحون حلولاً إبداعية ومبتكرة لبرنامج هذه البعثة العلمية، وشاركوا في المسابقات الفكرية، وأظهر كل منهم إمكانياته العلمية وقدموا أفكارهم لترويج المشروع في مدنهم وبلدانهم.

وفي هذا السياق جرت بتاريخ 5 آذار\مارس، مرحلة الاختيار النهائية في منصة مهرجان الشباب العالمي. وقد قدم المشاركون الشباب للجنة التحكيم كفاءاتهم الفريدة، والتي سيتمكنون من تطبيقها في إطار البعثة الشبابية العلمية الفريدة المتوجهة إلى القطب الشمالي. وفي هذا الصدد أشار السيد أليكسي ليخاتشوف رئيس لجنة التحكيم - مدير عام شركة روساتوم الحكومية قائلاً:

"إننا نواجه مهمة صعبة وهي اختيار 14 خبيرًا فقط ليصبحوا مرشدين في إطار البعثة العلمية الشبابية المتوجهة إلى القطب الشمالي على متن كاسحة الجليد النووية التابعة لروساتوم. حيث تمت عملية اختيار أفضل الخبراء مع الالتزام قدر الإمكان بمبدأ الموضوعية. أنا متأكد من أنه، بالإضافة إلى المعرفة الجديدة وطيف واسع من الأفكار الخلاقة، سيحظى المتأهلون للتصفيات النهائية برحلة استكشافية رائعة إلى ركن من أكثر أركان كوكبنا غرابة.

تم الإعلان عن أسماء الفائزين بالاختيار على المسرح الرئيسي لمهرجان الشباب العالمي يوم 6 من شهر آذار\مارس، علماً أنه تم اختيار المشارك الخامس عشر الأخير مباشرة أثناء العرض الصباحي للمهرجان. ومن بين المشاركين في البعثة ممثلون عن ثماني دول، بما في ذلك أوزبكستان والكاميرون وبنغلاديش وتونس وبيلاروسيا وروسيا. تم تقديم الشهادات للمتأهلين للتصفيات النهائية من قبل قائدي كاسحات الجليد النووية "أورال" و"أركتيكا" السيد إيفان كورباتوف والسيد ألكسندر سكريابين.

المشاركة من أوزبكستان، وهي طالبة في السنة الرابعة من فرع طشقند للجامعة الوطنية للبحوث النووية "ميفي" شاهزودا خدودا خير الله كيزي يوكوبوفا، شاطرت انطباعاتها بعد إعلان النتائج ونوهت قائلة:

"حلمي أن أرى القطب الشمالي بأم عيني، واليوم أصبح هذا الحلم حقيقة! خلال الرحلة الاستكشافية، أريد استكشاف الأشعة الكونية عندما نقترب من القطب الشمالي. وبعد ذلك أريد إجراء سلسلة من الندوات ومواصلة الدراسات والأبحاث في هذا الاتجاه مع أعضاء نادي العلماء الشباب".

الأخصائية العراقية في طب الأشعة رند عثمان البالغة من العمر 28 عامًا، والتي تتناول موضوع الرقمنة في الطب واستخدام قدرات الذكاء الاصطناعي أشارت بهذا الشأن قائلة:

"خلال بعثة روساتوم الاستكشافية إلى القطب الشمالي، أنا على استعداد لدراسة التكيف البشري مع بيئة القطب الشمالي. كما سيساعد الجمع اليومي للبيانات المتعلقة بالتغذية والنشاط البدني ومؤشر كتلة الجسم في تسليط الضوء على معايير سلامة ورفاهية الموظفين. في إشارة إلى إن البعثة العلمية يقودها أشخاص، لذلك نحتاج إلى دراسة صحتهم في الظروف القاسية أثناء التواجد في أقصى الشمال. وسأكون سعيدًا أيضًا بإجراء تدريبات صباحية للمشاركين في الرحلة الاستكشافية!"

الطبيب المختص في هذه البعثة العلمية سوف يصبح أول مواطن عراقي يسافر على متن كاسحة الجليد إلى القطب الشمالي. وعند عودته، يخطط لإجراء تحليل علمي للبيانات التي تم الحصول عليها، وسيصبح أيضًا سفيرًا لشركة روساتوم.

تجري فعاليات مهرجان الشباب العالمي في عام 2024 بموجب مرسوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وذلك بهدف تطوير التعاون الدولي بين الشباب. حيث يشارك في هذا المهرجان 20 ألفاً من رواد الشباب في مجالات التعليم والعلوم والتعاون الدولي والثقافة والعمل التطوعي والخيري والرياضة والأعمال والإعلام، بما في ذلك 10 آلاف مشارك أجنبي. وهذه المرة الأولى التي يشارك الشباب أيضًا (ضمن إطار من مسار حركة الأطفال والشباب الروسية "حركة الأوائل").

شركة الطاقة الذرية الحكومية روساتوم هي شركة قابضة متعددة الاختصاصات تجمع في أروقتها علوم قطاعات الطاقة والهندسة الميكانيكية والبناء. وتتمثل استراتيجيتها في تطوير توليد الطاقة منخفضة الكربون، بما في ذلك طاقة الرياح. تعد شركة روساتوم الحكومية شركة رائدة على المستوى الوطني في إنتاج الطاقة الكهربائية (حوالي 20% من إجمالي الإنتاج) وتحتل المرتبة الأولى في العالم من حيث حيازتها على أكبر محفظة طلبات لبناء محطات الطاقة النووية، في إشارة إلى إنه هناك 33 مجموعة طاقة في مراحل مختلفة من التنفيذ في 10 دول.

تواصل الحكومة الروسية والشركات الروسية الكبرى توسيع نطاق الحلول التي تهدف إلى كشف قدرات وإمكانات الطلاب والموظفين الشباب. ناهيك عن أن روساتوم ومؤسساتها، تشارك في إنشاء الأقسام العلمية الأساسية في الجامعات الروسية، وتنفيذ برامج دعم المنح الدراسية، والمشاريع التعليمية الكبيرة، وتنظيم التدريب العملي الداخلي والخارجي للطلاب مع إمكانية توفير العمل لهم لاحقًا. في تأكيد على إن المتخصصين الشباب يكتسبون مهارات جديدة مفيدة تساعدهم في سلم حياتهم المهنية.